وردتني رسالة من رجل الأعمال المرموق الشيخ (عادل با حشوان الكندي) من مدينة (جيزان) قائلا: إنه كان ببعض البلاد في الماضي يتسابق الأبناء على أكل لحم والدهم عندما يتوفى، وذلك حتى يكتسبوا ذكاءه وحكمته وتجاربه. وهو ــ أي الشيخ عادل ــ مقتنع تماما أن (الجينات) تنتقل بأكل لحم الشجعان والأبطال والأذكياء والحكماء.
وبالمناسبة، فقد توفى والد الشيخ قبل عام تقريبا، وهو ــ قدس الله روحه ــ مشهود له بكل تلك الصفات، والحمد لله أن الدين والأعراف عندنا ترفض جذريا هذه التقاليد السخيفة، ولو لا ذلك من هو الذي كان يستطيع أن يرد عادل، وهو رجل (نهم) بطبعه؟!،
كما أنه ــ أي عادل ــ يؤكد على نظريته بأن بعض البلاد التي يأكل أهلها لحوم الثيران، نجدهم يجابهون ويناطحون المصاعب.
والذين يأكلون لحوم الخراف والماعز، يصبح سلوكهم نفس سلوك هذه الحيوانات الخانعة. ويمضي قائلا: ونحن ــ بلطف الله ــ من الشعوب التي تنقسم إلى قسمين، فالقليل منا يأكلون لحوم الجمال، فنجدهم صلبين، وفي نفس الوقت قلوبهم لا تنسى الإساءة، ويا ويلك لو أنك تدوس على طرف واحد منهم. أما البقية العظمى فيأكلون لحوم الدجاج، فتجدهم طوال الوقت يقأقئون من شدة الخوف والرهبة، ويا ليتنا نتحول إلى أكل لحوم الأسود والنمور لكي تنغرس بنا صفاتهم ــ انتهى.
ولا أدري إلى الآن هل الشيخ المحترم يأكل لحم الجمال، أم أنه مدمن على لحم الدجاج؟!، وحسب معرفتي الشخصية، فهو يفطر ويتغدى ويتعشى على (شاورمة) الدجاج، ومع ذلك ما زال يستعرض بعضلاته التي تشبه (البالونات) المنفوخة ــ واللهم لا حسد.
وإنني ــ بدوري ــ أسأله: ما رأيه بمن يأكلون الثعابين في الصين مثلا، أو الكلاب في كوريا، أو القردة في بعض البلاد الأفريقية، أو (الضبان) وحتى الجراد في الجزيرة العربية؟!، هل كل من أكل صنفا في هذه البلاد أصبح لسانه ساما ويفح مثلما تفح الأفعى، أو غدا (هروشا) ينبح طوال الوقت مثلما ينبح الكلب، أو يتمرجح على أغصان الأشجار كالقرد، أو يلوي مؤخرته مثلما يلوي الضب (عكرته)، ويتقافز مثلما تتقافز الجرادة؟!
هذه (النظرية) السلوكية الخطيرة، أرى ــ من وجهة نظري البحتة ــ أنها يجب أن تطرح على منظمات الصحة العالمية، وإذا لزم الأمر أن تطرح على (هيئة الأمم المتحدة)، فالمسألة ليست هي بهذه البساطة.
ومن حسن طالعي أنني إنسان شبه نباتي، فمائدتي لا تخلو يوميا من حزمة معتبرة من نبات (الجرجير)، وأرفض أن يشاركني فيها أحد، لهذا ــ ومن فضل ربي ــ أصبحت أتحلى بمزاج رائق، و(شكيمة قوية لا تضاهيها شكيمة)، ومع ذلك ما زلت متواضعا أشفق على الآخرين الذين ليس لهم (عشر معشار) صفاتي الخطيرة.
وأختم مقالتي هذه بمن يدخلون جنة عرضها السماوات والأرض، ومكافأة لهم قال المولى ــ عز وجل ــ في محكم كتابه:
(وفاكهة مما يتخيرون، ولحم طير مما يشتهون).
ونصيحتي أن نترك الشيخ عادل وفلسفته (الحيوانية) ــ مع إعجابي واحترامي له أحيانا.
وبالمناسبة، فقد توفى والد الشيخ قبل عام تقريبا، وهو ــ قدس الله روحه ــ مشهود له بكل تلك الصفات، والحمد لله أن الدين والأعراف عندنا ترفض جذريا هذه التقاليد السخيفة، ولو لا ذلك من هو الذي كان يستطيع أن يرد عادل، وهو رجل (نهم) بطبعه؟!،
كما أنه ــ أي عادل ــ يؤكد على نظريته بأن بعض البلاد التي يأكل أهلها لحوم الثيران، نجدهم يجابهون ويناطحون المصاعب.
والذين يأكلون لحوم الخراف والماعز، يصبح سلوكهم نفس سلوك هذه الحيوانات الخانعة. ويمضي قائلا: ونحن ــ بلطف الله ــ من الشعوب التي تنقسم إلى قسمين، فالقليل منا يأكلون لحوم الجمال، فنجدهم صلبين، وفي نفس الوقت قلوبهم لا تنسى الإساءة، ويا ويلك لو أنك تدوس على طرف واحد منهم. أما البقية العظمى فيأكلون لحوم الدجاج، فتجدهم طوال الوقت يقأقئون من شدة الخوف والرهبة، ويا ليتنا نتحول إلى أكل لحوم الأسود والنمور لكي تنغرس بنا صفاتهم ــ انتهى.
ولا أدري إلى الآن هل الشيخ المحترم يأكل لحم الجمال، أم أنه مدمن على لحم الدجاج؟!، وحسب معرفتي الشخصية، فهو يفطر ويتغدى ويتعشى على (شاورمة) الدجاج، ومع ذلك ما زال يستعرض بعضلاته التي تشبه (البالونات) المنفوخة ــ واللهم لا حسد.
وإنني ــ بدوري ــ أسأله: ما رأيه بمن يأكلون الثعابين في الصين مثلا، أو الكلاب في كوريا، أو القردة في بعض البلاد الأفريقية، أو (الضبان) وحتى الجراد في الجزيرة العربية؟!، هل كل من أكل صنفا في هذه البلاد أصبح لسانه ساما ويفح مثلما تفح الأفعى، أو غدا (هروشا) ينبح طوال الوقت مثلما ينبح الكلب، أو يتمرجح على أغصان الأشجار كالقرد، أو يلوي مؤخرته مثلما يلوي الضب (عكرته)، ويتقافز مثلما تتقافز الجرادة؟!
هذه (النظرية) السلوكية الخطيرة، أرى ــ من وجهة نظري البحتة ــ أنها يجب أن تطرح على منظمات الصحة العالمية، وإذا لزم الأمر أن تطرح على (هيئة الأمم المتحدة)، فالمسألة ليست هي بهذه البساطة.
ومن حسن طالعي أنني إنسان شبه نباتي، فمائدتي لا تخلو يوميا من حزمة معتبرة من نبات (الجرجير)، وأرفض أن يشاركني فيها أحد، لهذا ــ ومن فضل ربي ــ أصبحت أتحلى بمزاج رائق، و(شكيمة قوية لا تضاهيها شكيمة)، ومع ذلك ما زلت متواضعا أشفق على الآخرين الذين ليس لهم (عشر معشار) صفاتي الخطيرة.
وأختم مقالتي هذه بمن يدخلون جنة عرضها السماوات والأرض، ومكافأة لهم قال المولى ــ عز وجل ــ في محكم كتابه:
(وفاكهة مما يتخيرون، ولحم طير مما يشتهون).
ونصيحتي أن نترك الشيخ عادل وفلسفته (الحيوانية) ــ مع إعجابي واحترامي له أحيانا.